بين الفراعة و الشجرة
قالت الشجرة للفراعة
سهول الدني كانت قبل مني صحرا و أنا حوّلتها جنة
و قدّمت للناس التمر و الفيّ و هزّيت للعصفور تا يغنّي
يا من قضيتي عالشجر بالحيّ و بسواعد الحطاب منسني
شو عاملة بحقك جرم يا خطي تا هاجمي و عم تسئلي عني
قديش ما شلشي عطش للمي ترجّى و ما كنتي تعرفي تحنّي
و لو كان في عندك ضمير شوي كنتي بدال القطع بتفوقي
إنو عصاتك أصلها مني
ردّت الفراعة
يا جارتي مالي عليكي تار و لا بريد منك أحرم الأطيار
الإنسان تحت مطارق التهديد للقطع ليّن قسوتي بالنار
و ضل يبردني و جروحي تزيد تا متل حد السيف حدي صار
و لما قلت قطع الشجر ما بريد ما تهاون بدالي اخترع منشار
الإنسان كفرو ما إلو تحديد بالعفو قزم و بالقتل جبار
و لما إبن الله فتحلو إيد دغري زرعلو بكفها مسمار
الإنسان لما بيقشع من بعيد عا كفوف خيو بيرهن الدولار
بينقلب من ناسك لجزار و بيدبحو و بيسرق الدولار
ويلي بيقطع عنق خيو كيف بدّو ضميرو يرحم الأشجار