موعد الرحيل !
اليوم يلازمني إحساس غريب .... تغمر آهات الشوق أنفاسي ... وليل الغربة و طعمة المر .... يلسع دواخلي كصوتٍ في يدِ جلادٍ قاسي القلب ... تتحول عبراتي إلى جمرٌ ملتهب ...
أيها النيل هل مازلت تذكر .... تلك الهمسات حين أهديها إليك و أنا نشوى ....
وحين كنت أردد على مسامعك .. يوماً ستغرد أمواجك في فرح ! .... أتذكر ؟
يوماً ستصفو سواد لياليك و يشرق القمر ؟
اليوم أرسلها لك ... أكتبها أبثها .... لا ...
كيف لا يا حبي أنت ؟ ...
لونت أنفاسك اليوم صيحات الغضب ...و ذاك البركان يغلي و يعلو موجه المطرب ... لا تخف من لهيب والثورة و التعب ... فقد حان يا حبي موعد الرحيل ...وحان موعد سماع أصوات الصهيل
فقلبك لم يعد من الظلم عليل ... و حان موعد إنعتاق أنسامك من الليل الطويــــــــــــــــل ...
لترى بعده موجاتك ترقص في أشعة الصبح العليل
ليتني كنت بين يديك الآن ... أقبل رمالك الناعمة في حنان ... و أرسم خطاويك بيدي و أيدي الحبان ... قد لا أكون و لكن قلبي يرفرف على أجنحة الحب في كل الأركان ... هنا و هناك ...
من دلتاك وحتى سدك العالي يثور في غليان ... فلا توقف البركان وواصل فأنت اليوم ملكاً على المكان ...
أنت فقط لك الحق في أن تقول من يبقى و من سيكون في خبر كــــــــــــــــان !
أنت في النبض تسير وبمجرى دمي سكنت
وغدوت سر روحي و بك أنفاسي تغنت
بك أرسم فرحي وبحبك كلماتي تعطرت و تزينت
تطوق دنيانا بالفرح و بالحزن والألم منا كم شربت
أشواقٌي تسافر في شتى الدروب إليك و ما تعبت أو كلت !
و أدمعت عيناي حزنا وقهرا و بالآمها لحزنك قد غرقت
أو تلتمس الحنين بقلبٍ جامدٍ لا يعرفه وبه القسوة نامت ؟
لا تخف فاليوم قلوبنا بالفرح منك أقتربت
وأبحرت في أمواجِ هواك وكسرت أشرعة الظلم ودمرت
يقسو ويلهو و ما درى أنك في يومٍ ستثور ولن تسكت !!
فيا قلبي تمهل و إتئد فنبضك اليوم يردد هواك ولن يصمت
ليردد بنوك عشقك الأبدي.....
في لوحةٍ ناريةٍ بها أحلى المشاعر سمت
حبيبي ....
هاهي النفس متعبةٌ صبابة وفي دنياك يا نيلي قد هوت
حروفٌ أكتبها ... أرددها ... حتى أناملي منها تعبت
و آهاتُ شوقٍ أرسلها لتعلم أني إليك و منك مهما تغربت ..
يا حب دنياي الآثر وسر وجودي وبوحي حين كتبت
رسالةُ شوقٍ و حب مني إليك تحملها أنفاسي بكل ما حوت
فهل عساك يا نيلي اليوم تذكرت !