الفيروس الجديد أدى إلى توقف العمل ببعض الشركات
يبدو أن أحدث الفيروسات التي غزت الإنترنت مؤخرا لها تأثير أكبر على الحواسب الشخصية.
وقد أصيب أكثر من 188000 حاسب شخصي منذ أن ظهر فيروس إم إس بلاست أمس، كما غرقت شبكات الحاسبات في فيض من الرسائل.
وحاول العديد من الناس تحميل برامج الحماية من على الإنترنت من أجل حماية حواسبهم، ولكن الفيروس جعل الدخول إلى شبكة الإنترنت بالنسبة لهم صعبا للغاية.
ويستغرق هذا الفيروس ثلاثين ثانية فقط للوصول إلى الحواسب غير المصابة.
تحديد حجم انتشار الفيروس
على خلاف العديد من الفيروسات الحديثة، ينتشر هذا الفيروس بنفسه ويحاول إصابة أي حاسب آلي ضعيف يعمل بنظام النوافذ "ويندوز" مادام متصلا بالإنترنت.
ويسيطر هذا الفيروس على الحاسب عن طريق استخدام ثغرة في النظام الذي تستخدمه العديد من نسخ مايكروسوفت ويندوز في نقل الملفات الإنترنت.
وبمجرد السيطرة على الحاسوب يبدأ الفيروس في البحث عن حواسب أخرى لإصابتها، وتكون الإصابة غالبا في الجزء من الحاسب الذي يستخدمه مقدم خدمة الإنترنت.
ونقطة الضعف التي يستغلها الفيروس الذي يسمى أيضا باسم "لوفسان" كانت معروفة منذ ما يزيد عن شهر، وكانت بعض الشركات تستعد لمجابهة الفيروس ومنعه من استغلال نقطة الضعف هذه.
ونتيجة لهذه الاستعدادات قامت العديد من الشركات بحماية حواسبها قبل هجوم الفيروس، في محاولة لتحجيم الضرر الذي من الممكن أن يحدثه هذا الهجوم.
لكن المستخدمين في المنازل وفي الشركات الصغيرة ليسوا على هذا القدر من الاجتهاد في حماية حواسبهم مثل الشركات الكبرى، ولذلك تمكن فيروس إم إس بلاست من السيطرة على العديد من الحاسبات الشخصية في المنازل.
وقامت شركة إف سيكيور على سبيل التجربة بوضع حاسب شخصي غير محمي على الشبكة لاختبار السرعة التي سيسيطر فيها الفيروس عليه، وقد أصيب الحاسب بالفيروس يوم الثلاثاء في خلال خمس دقائق وثلاثين ثانية.
ولكن بحلول الساعة الثالثة بعد ظهر نفس اليوم، وجد الفيروس نفس الحاسب وأصابه مرة أخرى، ولكن هذه المرة في أقل من ثلاثين ثانية.
وطبقا للإحصائيات التي قامت بها "سيمانتيك" فإن الولايات المتحدة وبريطانيا هم الدولتان الأكثر تأثرا بالإصابة.
وقالت شركة صوفوس التي تنتج برامج الحماية إن العديد من مستخدمي الحاسبات الشخصية في المنازل قد لا يدركون أن حواسبهم قد أصيبت بالعدوى التي تسبب تباطؤا في آداء الحاسب بالإضافة إلى دفعه إلى إعادة التشغيل بشكل دوري.
وقالت الشركة أيضا إن العديد من المستخدمين قد يعتقدون أن هذا العيب شيئ عادي عارض، ومن ثم لا يتخذون أي إجراء تجاهه.
وقد اصيبت بعض المؤسسات الكبرى أيضا بالفيروس، ففي ولاية ميريلاند الأمريكية تسبب الفيروس في غلق االحواسب في إدارة تراخيص السيارات في الولاية.
كما ضرب الفيروس أيضا مصرف الاحتياطي الفيدرالي في أطلانطا، بالإضافة إلى مكاتب حكومية في هونج كونج، وشركة بي إم دبليو الألمانية للسيارت، وشركة تيلياسينورا السويدية التي تمد بخدمات الإنترنت.
غير ان إم إس بلاست لم يسبب ضررا كالذي سببه فيروس سلامير الذي هاجم الحواسب في يناير كانون ثاني الماضي، وتسبب في غلق بعض شبكات آلات سحب النقود، كما سبب ارتباكا كبيرا واسع الانتشار.
ولكن العديد من الحواسب التي أصيبت بفيروس إم إس بلاست كانت تبحث عن ضحايا جدد لدرجة أوشكت أن تؤثر في بعض شبكات خطوط الإنترنت الرئيسية.
وقالت شركة كينوت سيستمز التي تتابع حجم الحركة عبر الإنترنت إن متوسط الزمن الذي يستغرقه انتقال البيانات من الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى الساحل الغربي هو في العادة 85 جزء من الألف من الثانية، ولكن بسبب هذا الفيروس ارتفع هذا الوقت ليبلغ ما بين ثلاث وتسع ثوان.
ومن الممكن التخلص من الفيروس عن طريق تحميل أحد البرامج التي تسد نقطة الضعف التي يستغلها الفيروس، بالإضافة إلى استخدام برامج إزالة الفيروسات التي تنتجها الشركات المتخصصة.
وبخلاف الفيروسات الأخرى، فإن فيروس إم إس بلاست لا يمكن التخلص منه عن طريق إعادة تشغيل الحاسب.