الإنتر الأبرز في الأولى ويوفنتوس بحاجة لمعجزة
سيكون إنتر ميلان مرشحا فوق العادة لإحراز لقب بطل الدوري الإيطالي لموسم 2006-2007 الذي ينطلق السبت بعد أن تركت فضيحة الرشاوى التي عصفت بالدوري المحلي آثارا سلبية على أبرز الفرق المرشحة عادة للمنافسة على "سكوديتو" ومنها يوفنتوس الذي أسقط إلى الدرجة الثانية، وميلان الذي حسم من رصيده ثماني نقاط.
وإذا كان فوز إنتر ميلان باللقب جاء بقرار قضائي، بعد إسقاط فريق السيدة العجوز وحسم نقاط من ميلان، بعدما كان إنتر ميلان قد أنهى الموسم الماضي ثالثا، فإن الفريق يريد أن يثبت قدرته على إحراز اللقب على أرض الملعب وذلك للمرة الأولى منذ عام 1989 على الرغم من تعاقده منذ ذلك التاريخ مع أبرز اللاعبين في العالم وأبرزهم البرازيلي رونالدو والأرجنتيني هرنان كريسبو ومواطنه خوان سيباستيان فيرون والإيطالي كريستيان فييري.
ولن تكون مسألة تفوق إنتر ميلان على جاره ميلان بفارق ثماني نقاط قبل مطلع الموسم الحالي وحدها كفيلة بإحراز الأول اللقب، بيد أن الفريق عزز صفوفه بأكثر من ورقة رابحة عندما تعاقد مع لاعب الوسط الفرنسي باتريك فييرا من يوفنتوس، ومع زميله في الفريق سابقا المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بالإضافة إلى عودة مهاجمه الأرجنتيني هرنان كريسبو الى صفوفه قادما من تشيلسي الإنكليزي، والفرنسي أوليفييه داكور وفابيو غروسو أحد نجوم منتخب إيطاليا الفائز بكأس العالم في ألمانيا.
ويضم الفريق أيضا المهاجم البرازيلي أدريانو الذي فرض نفسه نجما للدوري الموسم الماضي خصوصا في مطلعه وأيضا المدافع ماركو ماتيراتزي.
واستهل إنتر ميلان الموسم بفوزه بكأس السوبر الإيطالية على حساب روما بنتيجة (4-3)، علما بأنه كان متخلفا (0-3).
لكن النقطة السلبية الوحيدة هي أن الضغوطات ستكون كبيرة على عاتق اللاعبين والمدرب روبرتو مانشيني لأن الفرصة متاحة أمامهم أكثر من أي وقت مضى لإحراز اللقب، وعدم نجاحهم في ذلك سيكون له أثرا سلبيا على معنويات اللاعبين.
وأكد مانشيني: "ما هو أكيد، بأن أمر إحراز اللقب لن يكون محصورا بيننا وبين روما وأنا واثق من ذلك".
وكان ميلان الذي خسر جهود هدافه الأوكراني أندري شفتشنكو المنتقل الى تشيلسي حصل على خدمات البرازيلي ريكاردو أوليفيرا من ريال بيتيس الإسباني للحلول مكانه، وهو كان تغلب على إنتر ميلان (2-1) في مباراة ودية أقيمت قبل أسبوعين.
ويبقى السؤال الوحيد على قدرة ميلان في منافسة انتر ميلان بالإضافة الى حسم 8 نقاط من رصيده يتعلق في تقدم مدافعيه في السن، فوحده الجورجي كاخا كالادزه تحت الثلاثين من عمره، أما الآخرون فتخطوا الثلاثين كثيرا وأبرزهم أليساندرو كوستاكورتا وأليساندرو نستا والبرازيلي كافو، كما أن الفريق ضم مدافعا عجوزا بالنسبة لعالم كرة القدم هو الدولي السابق جيوسيبي فافالي (34 عاما).
وتبقى نقطة الثقل في الفريق لاعب وسطه البرازيلي كاكا الذي حاول ريال مدريد بشتى الوسائل الحصول على خدماته وكان مستعدا لدفع 60 مليون يورو لكنه لم ينجح إزاء تصلب ميلان.
وسيحاول روما أن يؤكد المثل القائل مصائب قوم عندما قوم فوائد ويستغل العقوبات التي لحقت بأبرز الفرق لينافس انتر ميلان على اللقب.
وعزز روما صفوفه بمهاجم ليتشي السابق ميركو فوسينيتش الذي سجل 28 هدفا في الموسمين الماضيين، كما تعاقد مع دافيد بيتزارو من إنتر ميلان, في المقابل خسر جهود مهاجمه المصري أحمد حسام "ميدو" العائد الى توتنهام رسميا بعد أن أمضى في صفوفه الموسم الماضي على سبيل الإعارة.
وسيحاول فيورنتينا أن يمحو فارق الـ19 نقطة التي حسمت من رصيده أملا في احتلال مركز يؤهله المشاركة في مسابقة كأس الاتحاد خصوصا أنه احتفظ بمهاجمه لوكا توني هداف الموسم الماضي برصيد 31 هدفا.
وفي المرحلة الأولى، يلعب روما مع ليفورنو، وفيورنتينا مع إنتر ميلان، وميلان مع لاتسيو، وأتالانتا مع اسكولي، وكالياري مع كاتانيا، وكييفو مع سيينا، وميسينا مع أودينيزي، وباليرمو مع ريجينا، وسمبدوريا مع امبولي، وتورينو مع بارما.
في مكان آخر يبدأ يوفنتوس العريق صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التي فاز بها بلقب بطل الدوري الإيطالي في دوري الدرجة الأولى (29 مرة)، رحلته الطويلة للعودة الى مصاف أندية النخبة، عندما يستهل مشواره في الدرجة الثانية السبت بعدما عاقبه الاتحاد الإيطالي لتورطه في فضيحة رشوة، بإسقاطه من الدرجة الأولى وحرمانه من اللقبين السابقين.
وبدل أن يقابل فريق "السيدة العجوز" أندية انتر ميلان وميلان وروما وفيورنتينا، فإنه سيلتقي أندية غير معروفة إطلاقا مثل كروتوني وفروزينوني وسبيتسيا والبينوليفي.
وسيكون يوفنتوس مرشحا بقوة للتغلب على فرق دونه مستوى، لكن المشكلة تكمن بان القضاء الايطالي لم يسقط الفريق الى الدرجة الثانية فحسب، بل عاقبه أيضا بحسم 17 نقطة من رصيده، وهذا الأمر قد يشكل له عائقا دون عودته الى الدرجة الأولى بالسرعة التي يتمناها وقد يحتاج الأمر الى موسمين.
وعلى الورق يغرد يوفنتوس خارج السرب بوجود ثلاثة أبطال للعالم في صفوفه هم الحارس العملاق جيانلويجي بوفون والجناح ماورو كامورانيزي والمهاجم المخضرم أليساندرو دل بييرو، بالإضافة الى بقاء صانع الألعاب التشيكي المميز بافيل ندفيد والهداف الخطير الفرنسي دافيد تريزيغيه والمدافع الصلب روبرت كوفاتش بالإضافة الى قدوم المدافع الأخر الفرنسي آلان بومسونغ.
وكان يوفنتوس خسر العديد من ابرز نجومه الذين رفضوا اللعب في الدرجة الثانية ومنهم الفرنسي باتريك فييرا والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش (كلاهما انتقل الى انتر ميلان) وفابيو كانافارو والبرازيلي إيمرسون (كلاهما الى ريال مدريد الاسباني) وجانلوكا زامبورتا والفرنسي ليليان تورام (كلاهما الى برشلونة الاسباني).
وسبق لنجوم بارزين أن لعبوا في الدرجة الثانية في السابق ومنهم الهداف الأرجنتيني غابريال باتيستوتا الذي بقي في صفوف فريقه فيورنتينا رغم هبوطه الى الدرجة الثانية موسم 1993-1994، والمدافع الإيطالي الشهير فرانكو باريزي الذي رفض ترك ناديه ميلان عندما أسقط أيضا بقرار قضائي بسبب فضيحة رشوة في مطلع الثمانينات، لكنها الأولى التي سيلعب فيها أبطال للعالم في الدرجة الثانية, وستكون فرق نابولي وبولونيا وجنوى من أبرز المنافسين للصعود الى الدرجة الأولى.
واستنادا الى المواسم الماضية وبعملية حسابية دقيقة، يتوجب على أي فريق أن يحصد 80 نقطة في 42 مرحلة ليضمن بدرجة كبيرة المركز الأول وبالتالي الى الدرجة الأولى في نهاية الموسم, أي أن يوفنتوس يحتاج على الأقل الى 97 نقطة من 126 ممكنة, وإذا أخذنا في عين الاعتبار حسم 17 نقطة من رصيده، فهذا يعني أن مهمة يوفنتوس لن تكون سهلة وسيكون هدفه المنطقي على الأرجح احتلال أحد المراكز من 3 الى 6 لكي يتمكن من خوض المباريات الفاصلة.
يذكر أن صاحبي المركز الأول والثاني يصعدان مباشرة الى الدرجة الأولى، في حين تخوض الفرق التي تحتل المراكز من 3 الى 6 مباريات فاصلة في ما بينها لتحديد هوية الفريق