أفاد خبراء في أمن الإنترنت والشبكات بأن هجمات الفيروسات الإلكترونية والمخترفين ارتفعت في الستة أشهر الأولى من العام الحالي بنسبة 20 بالمئة.
فقد أوضحت شركة "سيمانتك" لبرامج مكافحة الاختراق والفيروسات في تقرير أن المخترقين والمتسللين أصبحوا يجدون ثغرات أمنية في الشبكات والبرامج بصورة أسرع من قبل.
كما أشار التقرير إلى أن طرقا جديدا في نشر الفيروسات ظهرت على السطح، علاوة على ظهور مزيج من البرامج الفيروسية وثغرات البرامج لتخريب الشبكات والأجهزة.
ونبه محللون إلى أن ذلك التقرير لابد أن يكون جرس إنذار للشركات لاتخاذ مزيد من الاحتياطات الأمنية لحماية أجهزتهم وشبكاتهم.
التهديدات المزدوجة
وذكر التقرير أن ما يعرف باسم "التهديدات المزدوجة" التي تجمع ما بين استخدام برامج الفيروسات واستغلال ثغرات البرامج المختلفة تعد من أكبر التهديدات التي واجهتها الشركات هذه العام.
فقد أصب فيروس "سلامر" العديد من الأنظمة والأجهزة في جميع أنحاء العالم في فترة لا تزيد عن ساعات في مطلع العام الجاري.
كما أصاب فيروس "بلاستر" نحو 2500 حاسب في أقل من ساعة الأمر الذي كلف الشركات مليارات الدولارات بسبب الضرر الذي لحق بأجهزتها أو الخسائر التي أحيقت بأعمالها من جراء الإصابة.
وفي ظل تعرض الشركات لنحو 38 هجمة فيروسية في الأسبوع، فإن سد تلك الثغرات وأوجه القصور في البرامج التي يستخدمونها يعد أمرا "بالغ الأهمية" بالنسبة لاستمرارها.
وقال جيف أوجدن من شركة سيمانتك في حديث للبي بي سي نيوز أونلاين "نشهد زيادة طفيفة في عدد نقاط الضعف في البرامج والأنظمة المختلفة عاما بعد عام وهو ما يعد أمرا غاية في الأهمية خاصة وأن عملاءنا يواجهون أوقتا عصيبة في سد تلك الثغرات...كما أن توالي الهجمات بسرعة أصبح أمرا يستحق مزيدا من الاهتمام."
وتعد سرعة الهجمات أمرا مثيرا للقلق لأن ذلك يعني أن المؤسسات المختلفة سيكون لديها وقت أقل للاستعداد للتصدي للهجمات المتتالية.
وأضاف أوجدن "إن الصعوبة التي تواجه الشركات في التصدي للتهديدات الفيروسية المزدوجة تكمن في أن تلك الأنواع من التهديدات تحتاج إلى تقنيات متعددة وإدارة جيدة للتصدي لها."
وقال أوجدن "يمكن أن يتخذ التهديد أشكالا عدة. فيمكن أن يكون برنامجا صغيرا ينفذ عبر ثغرة في أحد البرامج أو الشبكات ويتم نقله بطرق مختلفة، لذا يتوجب على المرء فهم كيفية انتقال الفيروس وما الذي يقوم به بالضبط."
ويذكر أن انتشار استخدام تقنيات تبادل الملفات بين المستخدمين وبرامج التراسل الفوري للاتصال داخل الشركات فتح أبوابا أمام الفيروسات المختلفة للنفاذ منها والقيام بمهمتها المدمرة. لذلك فإن تلك البرامج والتقنيات تعد مشكلة كبيرة لأمن حاسبات وشبكات الشركات.
19 ثغرة أمنية
وتجدر الإشارة إلى أنه تم رصد ثغرتين أمنيتين في شبكات تبادل الملفات بين المستخدمين في العام الماضي، فيما تم اكتشاف 19 ثغرة أمنية حتى الآن على مدار العام الحالي. ويتم نقل الملفات على شبكات تبادل الملفات بين المستخدمين عبر نفس المنفذ الذي يستخدم للاتصال بالإنترنت. ويزيد هذا من صعوبة التفريق بين حركة تبادل المعلومات العادية وأي تحرك فيروسي على الشبكة.
كما يمكن أن يستقبل مستخدمي برامج التراسل الفوري دون قصد بعض الفيروسات الخطيرة التي تأتيهم في صورة رسائل مسالمة.
وأوضح أوجدن أن الأمر لا يهم الشركات فقط بل يتعلق بمستخدمي المنازل أيضا الذين يستخدموا خدمات تبادل الملفات أو برامج التراسل الفوري.
ويجب على الشركات ومستخدمي المنازل استعمال مجموعة متكاملة من أنظمة الحماية.
وشدد أوجدن على ضرورة توافر تقنية الحوائط النارية وبرامج مراقبة حركة انتقال البيانات على الإنترنت وأنظمة حجب الاختراقات كجزء أساسي من البنية الأساسية للشركة علاوة على ضرورة وجود برنامج كفء للتصدي للفيروسات.
أما بالنسبة لمستخدمي المنازل، فإنه من الصعب الحصول على برنامج يقوم بكل تلك المهام.
ومن جهة أخرى، أشارت أحدث الاحصاءات التي أصدرها مكتب الاحصاء الوطني البريطاني إلى أن 28% من مستخدمي الحاسبات في بريطانيا تضرروا من الفيروسات في العام الماضي.